كيف تغير نظرة الناس اليك

يسعى الكثير من الأشخاص إلى تغيير نظرة النّاس إليهم ، فهم يرون نظرة النّاس إليهم وكأنها مرآةٌ لهم ، وهذه الفكرة فيها جزءٌ من الحقيقة وإن كانت لا تملك الحقيقة كلّها ، ذلك بأنّ الإنسان الواثق من نفسه يعمل العمل النّافع الطّيب بدون أن يرى نظر النّاس إليه في هذا الفعل وهل يتقبّلونه أم لا ، فهمّه هو أن يفعل الصّواب دائماً ، بينما ترى هذه الفكرة صحيحةً في بعض الحالات حيث يكون من الأجدى للمرء أن يراعي نظر النّاس إليه ، لأنّ النّاس يحبّون أحياناً كثيرةً أن يقتدوا بالنّاس الصّالحين الذين يعلمون الأعمال الطّيبة ، كما أنّ النّاس وحين يفعل الإنسان الخير والعمل الصالح يحترمونه لأجل ذلك فتراهم يجعلون له هيبةً في أنفسهم ، لاجل ذلك يسعى كثيرٌ من النّاس إلى تحسين نظرة النّاس إليه لأنّه يراها مقياساً على مدى نجاحه في الحياة وقبوله اجتماعيا ، فحين يقول النّاس إن فلان ناجح في حياته فهذا يعني أنّه قد تمكّن من الوصول إلى مرتبةٍ معيّنةٍ من النّجاح جعلت النّاس يلتفتون إليه ويشار إليه بالبنان ، وحين يقول النّاس أنّ فلاناً ودوداً محبّاً تألفه النّفوس فهذا يعني أنّهم وجدوا منه تلك الصّفات الجميلة فأطلقوا هذا الحكم عليه ، فالنّاس أحياناً كثيرةً وخاصّة في أمور الدّنيا يشهدون للإنسان بما فيه من الصّفات فالنّاس هم شهداء الله في الأرض كما قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم ، وحتى تكون صورة الإنسان عند الناس جميلة وأنّ يغيّر نظرتهم اتجاهه يجب عليه أن يحرص على ما يلي

أن يتحلّى بالأخلاق والصّفات الحميدة المحبّبة للنّفوس والتي تحدث بفعلها تأثيراً كبيراً في تغيير نظرة النّاس لمن يعملها ، فقد يقوم الإنسان بعملٍ جللٍ يجعل النّاس يتوجّهون إليه بالإحترام الشّديد على ذلك ، ولا يكون في هذا العمل فرصةٌ لمتقوّل أو مفتري بل يكون واضحاً جليّاً يدلّ على شخصيّة من يعمله ، فقد ينقذ الإنسان حياة شخصٍ فيشتهر بين النّاس لأجل ذلك ويذهب مثلاً في التّضحية والفداء ، فكلما كان وقع الفعل أشدّ في النفّوس كلّما كان التّغيير في نظرة النّاس نحو من يعمل هذا العمل أكبر .

وعلى من يحرص على تغيير نظرة النّاس إليه أن يكون واضحاً صريحاً ويبيّن للنّاس حقيقة أفعاله من دون مواربة أو تخفّي ، لأنّ بعض الأمور قد تفهم على ظاهرها بدون أن يتبيّن النّاس حقيقتها، أن يكتسب الإنسان مهارات التّعامل مع النّاس من لباقةٍ ومجاملةٍ وحسن حديث ، وأن يحرص على أن يعامل النّاس باحترامٍ وتقديرٍ ذلك بأنّ النّاس تحبّ من يحترمها ويقدّرها .

وأخيراً يبقى أن نقول بأنّ نظرة النّاس إلى الإنسان تتغيّر بتغيّر سلوك هذا الشّخص في الحياة ، وبالتّالي على الإنسان مراجعة نفسه باستمرار ومعالجة أخطائها وفعل الصّواب ما أمكن .